drem11

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حب الحياة بدون ياس


2 مشترك

    غايـة الخلق ( حبّ ) الله

    هستره جنون
    هستره جنون
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 1176
    نقاط : 1527
    تاريخ التسجيل : 16/11/2009

    غايـة الخلق ( حبّ ) الله Empty غايـة الخلق ( حبّ ) الله

    مُساهمة من طرف هستره جنون الجمعة يناير 22, 2010 9:20 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    غايـة الخلق حبّ الله


    من الأمور التي أكّدها القرآن الكريم، هي محبة الإنسان لله، بحيث يحب الإنسان الله حباً لا يحب أحداً مثله مهما كان، باعتبار أن معرفة الإنسان لربه وعلاقته بربه إذا وعاها وتعمّق فيها، تفرض عليه ذلك، لأننا عندما ندرس كل حالات الحب التي يحب فيها الناس الناس، فقد نجد أنهم إما يحبون الإنسان الآخر لجماله، أو لخصائص ذاتية فيه، كالعلم والشجاعة والإقدام، أو لأن الإنسان قد يكون صاحب فضلٍ على مَن يحبه. ولكنّ حبّنا لله ينطلق من خلال أنّ الله تعالى هو الذي خلقنا من عدم بعد أن لم نكن شيئاً مذكوراً، لأننا أساساً كنا عدماً، فالله هو الذي أعطانا من خلال ما خلقه من أسباب الخلق، هو الذي خلقنا وهيّأ لنا أسباب الوجود، فكل وجودنا هو من الله، فأي إنسان أعطانا مثلما أعطى الله الوجود، حتى الأب والأم ليسا هما من أعطيانا سر الوجود، وإنما هما كانا الأداة التي هيّأها الله لنا من خلال القوانين التي أودعها في جسم الأب والأم، والتي أدت إلى الخلق.

    ولذا دور الأب والأم هو دور الآلة والأداة والوسيلة، وليسا هما سرّ الوجود، إنما هما اللّذان استخدمهما الله في وجودنا. فإذاً الله تعالى أعطانا وجودنا، والوجود هو نعمة من أعظم النعم، حيث كنت عدماً فصرت موجوداً. وفي الجانب الآخر، فقد أعطانا الله كل ما نحتاجه في استمرار هذا الوجود وفي راحته ولذّته، من النعم التي أسبغها علينا {وما بكم من نعمةٍ فمن الله} [النحل:53] {وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها} [النحل:18]، حتى ما نحصل عليه من الآخرين الذين يعطوننا ما نأكل وما نشرب وما نستلذّ وما نسكن، هؤلاء إنما يعطوننا ما أعطاهم الله وما كلّفهم به، فالأم عندما ترضع طفلها وتحضنه، مَن الذي أودع الحليب في ثدييها؟..

    وهكذا، فإنّ مصدر كل النعم يعود إلى الله سبحانه وتعالى، كنعمة المزروعات واللحوم التي نأكلها، كلها من الله سبحانه وتعالى، لأنّ الله هو الذي أعطانا نعمة الوجود، وأتم ذلك بأن أعطانا كل ما يحتاجه هذا الوجود من النمو والامتداد والقوة، ومن اللذة والراحة وما إلى ذلك، فكانت نعمة النوم ليرتاح الإنسان، ونعمة الحركة في النهار ليحصل الإنسان على رزقه ويذهب لتحقيق أهدافه ومطامحه.

    وهكذا في كل الأمور، {وما بكم من نعمة فمن الله}، كأنّ الله تعالى يريد أن يقول لنا: تصوروا هل هناك شيء من النعم التي عندكم ليس لله تعالى دخل فيه؟! قالوا لقارون: {وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغِ الفساد في الأرض...} [القصص:77]، {قال إنما أوتيته على علمٍ عندي} [القصص:78]، فقد نفى أن يكون لله دخل في ذلك، ولكن كيف حصلت أنت على المال؟ حصلت عليه بالعقل الذي عندك، باللسان، باليد، بالرجل، بالزراعة التي زرعتها، {أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} [الواقعة:64]، هذه الأشياء كلها لله، فكيف يكون ما أوتيته على علم مني دون أن يكون ذلك من الله؟!

    ولذلك، هناك كلمة لأحد الأئمة مضمونها أنك إذا أردت أن تعصي الله تعالى فافعل، ولكن عليك أن تعصيه بشيء لم ينعم به عليك.. إذاً علاقتنا بالله تعالى هي علاقة بكلّ ما نتقلّب فيه من نِعَم.

    الآن قد نحبُّ الشخص لعلمه، والله وسع علمه الأشياء كلها، فهو المطلق الذي لا حدّ لعلمه، ولا حدّ لقدرته، ولا حدّ لحكمته، ولا حدّ لرحمته. فإذا أحببنا شخصاً لجماله، فمَن الذي خلق الجمال؟ وإذا أحببنا شخصاً لقوّته، فمن الذي خلق له القوة؟ وقد قال تعالى: {إنّ القوة لله جميعاً} [البقرة:165]، فعندما نعرف الله تعالى في مواقع عظمته ومواقع نعمته، فلا نملك إلا أن نحبه، فأنت الآن تحب هذا وتحب ذاك وتلك لبعض المميزات التي أعطاهم الله تعالى إياها، فكيف بالله سبحانه وتعالى الذي يملك كل الصفات، {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتاب مبين} [الأنعام:59].

    ولذلك ركّز الله تعالى على هذه النقطة في قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله} [البقرة:165]، كأن يقول أحدهم للآخر أنا أحبّك بقدر ما أحب الله، حتى إننا نعلّم أولادنا ونقول لولدنا: كم تحبني؟! يقول لك أحبك بقدر حب الله، لا، {والذين آمنوا أشدّ حباً لله}. أي أنّهم لا يحبّون أحداً كما يحبّون الله، فكما نوحّد الله ولا نشرك بوجوده أحداً، علينا أن نوحده في الحب، فلا نحب معه أحداً، ولا ندعو معه أحداً، فحتى النبي(ص) لا نستطيع أن نحبّه كما نحب الله، ولا نستطيع أن نحب الأئمة كما نحب الله،( قال الله تعالى في كتابه الكريم: **إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَالْمُشْرِكِين }النحل ) نحن نحبهم لأن الله تعالى يحبهم، لأنهم أطاعوا الله
    {عبادٌ مكرمون* لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} [الأنبياء:26-27].
    ولذلك عندما دعا النبي(ص) علياً في يوم خيبر قال: "لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله".

    فنحن نحب هؤلاء لأن الله يحبهم، وذلك عندما نقول إنّ محمداً حبيب الله، فنحبه لأنه أحب الله ولأن الله أحبه، ولا نستطيع أن نساوي الله مع أحد. ولكن كيف علينا أن نحب الله؛ هل ننظم قصيدة غزلية بالله مثلاً، أو نصنع كما يصنع المتصوفون بقولهم: الله حي الله حي؟! القرآن عرّفنا كيف نحب الله {قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله} [آل عمران:31]، فحب الله هو حب الاتّباع وحب الطاعة لرسوله، لأن الرسول إنما يأمرنا وينهانا ويعرفنا ما عرفه الله من خلال الله تعالى، النبي لا يتكلم من نفسه {وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحيٌ يوحى} [النجم:3-4]. فالدليل على حبّك لله هو اتّباعك لرسوله، "مَن أطاع الرسول فقد أطاع الله"، فالإنسان الذي يقول أنا أحب الله ولكن لا أريد أن أرحم
    اواعدل وأن أصوم، نقول له إن هذا ليس حباً. هناك بيتان من الشعر يقول شاعرهما فيهما:

    تعصي الإله وأنت تُظهر حبّه هذا لعمرك في الفعال بديعُ
    لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحبّ لمن يحـب مُطيعُ ولتقريب هذه الفكرة أطرح هذا المثل: أن تقول لشخص مثلاً: أنت لا تعرف كم أحبك، ولكن أنا أحب كل الذين يبغضونك وأبغض كل الذين يحبونك، وإذا أردت أي شيء مني فأنا غير مستعد لإعطائك إياه،
    الشيء الذي تكرهه أنا أفعله،
    والشيء الذي تحبه أنا أتركه،
    ومع ذلك لا تعرف كم أحبك.
    هل يُعقل هذا؟
    هكذا نحن نصنع مع الله سبحانه وتعالى.
    فسبحانه وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

    ولذلك علينا أن نعمل على أساس أن يكون حبنا لله تعالى فوق كلِّ حب، وأن نحب الناس من خلال حبنا لله تعالى.
    ورد عندنا في الأحاديث الحب في الله والبغض في الله، يعني أنك تحب من يحب الله ويحبه الله، وتبغض من يبغض الله ويبغضه الله، ويقال"إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً ـ إذا كنت مؤمناً أم لست مؤمناً،
    قريب من الله أم أنك بعيد عنه ـ فانظر إلى قلبك، فإن كان يحبّ أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبّك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحبّ أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع من أحب".

    فالناس الذين تحبهم في الدنيا سوف يحشرك الله سبحانه وتعالى معهم، فإذا كنت تحب الكفرة، فالله تعالى يقول لا أريد أن أفصل بين الحبيب وحبيبه، وإذا كنت تحب المؤمنين فالله تعالى يحشرك معهم، وهذه مسألة تتصل بسلامة الدنيا والآخرة. والحمد لله رب العالمين.
    الحنونه
    الحنونه
    نجم المنتدى
    نجم المنتدى


    عدد المساهمات : 484
    نقاط : 509
    تاريخ التسجيل : 10/12/2009

    غايـة الخلق ( حبّ ) الله Empty رد: غايـة الخلق ( حبّ ) الله

    مُساهمة من طرف الحنونه الإثنين يناير 25, 2010 7:53 am

    الله على هالموضوع مرة حلووالله يجازيتس بالجنة وجعلة فى موازين اعمالتس امين
    هستره جنون
    هستره جنون
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 1176
    نقاط : 1527
    تاريخ التسجيل : 16/11/2009

    غايـة الخلق ( حبّ ) الله Empty رد: غايـة الخلق ( حبّ ) الله

    مُساهمة من طرف هستره جنون الإثنين يناير 25, 2010 9:59 am

    مشكووره ياالغلا لمروووورك

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 1:53 am